مقارنة بين مدرسة تنومريت ومدرسة العرفان بإنزكان: كيف تؤثر مواكبة الأبوين على نجاح الأبناء؟

لحسن مخلوف
0

 

 إن من الأمور المهمة التي وجب علينا جميعا الانتباه لها و هي أن الأبناء أمانة و مسؤولية ، لذلك وجب بذل مجهود كبير لأداء هذه المسؤولية على أحسن وجه و كما ينبغي ، و في هذا الإطار يأتي الحديث عن مواكبة الأبناء في مسارهم التعليمي بحيث وجب على كل أب ، أم أو ولي أمر السؤال عن ابنه أو ابنته عن مستواه الدراسي و عن سلوكه داخل الأقسام و داخل المؤسسة التعليمية و كذلك التقصي حول الصعوبات التي يواجهها في التعلم أو التأقلم داخل الوسط المدرسي ، و طبعا كل هذا يجده متاحا إذا سأل عنه الإدارة و الأستاذ المشرف على تدريس ابنه ، لكن للآسف الشديد نجد غيابا كبيرا لهذا الدور في القرى و المناطق النائية على وجه العموم و منها قريتنا ، فأعرف من الآباء من لا يعلم حتى المستوى الدراسي لابنه و مابالك أن يسأل عن فروضه أو الصعوبات التي يواجهها ، و تجدرة الإشارة أنه في السنوات الأخيرة انتشر الوعي قليلا بين الأسر و بدأت تظهر بين الفينة و الأخرى بشائر خير ، لكن يبقى ذلك نسبة قليلة جدا . بينما تجد في المدن عكس ذلك ، فالآباء يواكبون أبنائهم في جميع أطوار دراستهم ، و أنقل إليكم تجبرتي في مدرسة العرفان بمدينة إنزگان التي أجتاز فيها الأعمال التربوية التي تلزمنا بها إدارة المدرسة العليا للتربية والتكوين بأكادير. 

لاحظت اهتماما كبيرا خاصة من جانب الأمهات ،أولا لا تكاد تجد تلميذا إلا و هو مصاحب لأحد أبويه أثناء حضوره إلى المدرسة و لو كانت المسافة بين المدرسة و منزله عدة خطوات ، ثانيا لا يمر يوم إلا و يحضر ما يقارب عشر أمهات للإدارة أو إلى الأستاذ للسؤال عن مستوى التلميذ أو سلوكه ، و كذلك الأساتذة يستدعون الآباء فور صدور سلوك غير صحيح من تلميذ ما كالغياب أو الشغب ، بل و بعض الأساتذة قد يستدعي الوالدين بسبب أن ابنهم لم يحضر الكتاب المدرسي ، و أنا داخل إلى المدرسة أجد عدد الأمهات بعدد التلاميذ و كل منهن تتحرى الفرصة للحديث المدير أو الأستاذ . و مظاهر ما أشرت إليه من الاهتمام كثيرة جدا في المجال الحضري ، و أتمنى أن يصل ذلك المجال الريفي خاصة بلدتنا الجميلة لأن ذلك من شأنه تحسين جودة التعليم و الربط الاجابي بين الأسرة و المدرسة . 

إرسال تعليق

0 تعليقات

إرسال تعليق (0)
3/related/default