كلما تقدم الزمان ظهرت في المجتمعات ما كان في وقت من الاوقات مستبعد الظهور ، بل لا تتخيله العقول في تلك الفترة ، و من جملة ما ظهر هو انتشار موبيقات كثيرة في دوار بعيد عن الحضارة و المظهر الثقافي للمدن الكبرى ، فتخيل معي عزيزي القارئ دوار في مدينة زاكورة شبكة الجوال فيه منعدمة و الطريق في طور التهيئة و مع ذلك ظهرت فيه مظاهر من سمع بها ظن أنها الدار البيضاء و ليس تنومريت .
و إن الطامة الكبرى و الكارثة العظمى أنها مظاهر انتشرت في صفوف صغار السن ابتداءا من الذين يدرسون في الأولى إعدادي ، فلا أستغرب إذا ظهرت عند الكبار أو حتى الشباب ، لكن عندما يكون المصدر لها هم الصغار فهذا يدق ناقوس الخطر .
و هل تظن أيها القارئ أنني أتحدث عن التدخين ، لا أبدا ، التدخين عندهم أصبح شيئا قديما ، الآن يستهلكون المخدرات و الظاهر في الصورة هو مايسمى ب ( الكلا) توضع أسفل شفة الفم و قد تم ضبطها عند أحد من أشرت لك إليهم و الله أعلم بأنواع أخرى .
أما الكحول فحدث ولا حرج ، كنا نسمع الكحول فنخاف ، أما هؤلاء يشربونها كشرب العصير ، صغار و زجاجات خمر ياله من مظهر فضيع تندب له الجبين .
و كما قلت التدخين عندهم قديم ، اللهم إلا نوع جديد منه و هو مايسمى ب ( الشيشا الإلكترونية) ، و لتعلم أن عدد الصغار المتعاطين لكل هذا كبير جدا سواء علم الناس ذلك أم لم يعلموا .
إننا نتجاهل كل هذا لأسباب مجهولة ، هل لا نريد الإعتراف و نترك هذا يتافقم ، أم نعترف و نسعى لتدارك المصيبة ، مستقبل أسود ينتظر هؤلاء ، إذا لم نكن واعين بالخطر فتوقع المزيد من سرقة و لواط و كريساج و مصائب أخرى
إننا نناشد كل من لديه قدرة لوقف هذا بالتدخل ، بدءا بتحسيس هؤلاء الأولاد لمخاطر ما يتناولونه ، ثم الضرب بيد من حديد لكل من يبيع أو يروج لهذه المواد و هذا طبعا من اختصاص السلطة المحلية من الدرك و القائد و غيرهم من أجهزة الأمن المحلية ، ثم مراقبة الأسر لأطفالهم خاصة من يدرسون في أملال .
نسأل الله السلامة و العافية و الهداية و التوفيق لشباب و أطفال هذا الدوار و جميع أبناء المسلمين.

